بعد النجاح الكبير الذي حققه بول توماس أندرسون في فيلمه «Magnolia»، قرر المخرج الشاب تحدي نفسه في مسار مختلف، بعيداً عن الصخب الذي يصاحب أفلام هوليوود ذات الميزانيات الضخمة، ليقدم للعالم تجربة سينمائية أكثر خصوصية وشاعرية في «Punch-Drunk Love»، ابتعد فيها عن الصورة التقليدية أو التكرار المألوف، ضمن فئة الأفلام الرومانسية الكوميدية، وأنتج مغامرة مختلفة تجسد الرجل العادي في قلب قصة حب غير متوقعة، تتحدى كل التصورات السائدة حول الرومانسية والعلاقات الشخصية، وكيف يحمل الحب الأمل في طياته لحياة أفضل، ويدفع صاحبه لمواجهة العالم بأكمله في سبيل ذلك الأمل.
بطل الفيلم في عزلته
يعيش باري إيجان في عالم صغير للغاية، مقيد في واقع لا يمكنه احتواء رجل بسيط بقلب كبير يتسع للوجود بأكمله، يحتجزه في ركن صغير بمكتب أصغر يحيط به الفراغ من كل اتجاه، حيث يقضي أيامه في عزلة طوعية أملاً في تجنب الألم والخيبات المتتالية، وتوفر له منطقة آمنة لإطلاق العنان لموجات البكاء المفاجئة والمتكررة بمنأى عن الناس، لأنه في داخله أشبه بقنبلة موقوتة، معرض للانهيار أو الانفجار في أي ثانية، قد ينفجر ويهشم زجاج منزل شقيقته أثناء حفلة عيد ميلاد، وبعدها بلحظات ينهار في وصلة من البكاء كطفل قليل الحيلة، يدرك أنه شخص غير عادي، لم يمر بفترة تكوين سليمة أو ينضج ذهنياً بما يناسب تكونه الجسدي، لكنه لا يملك أدنى فكرة عن حال البشر في مثل موقفه، ولا كيفية التعامل مع أفكاره السلبية، بقوله «لا أدري ما المشكلة بي، فأنا لا أعرف كيف يشعر باقي الناس».
يصر بول توماس أندرسون على استخدام حركة الكاميرا المهتزة كلما باغت باري القلق وعدم الراحة، يشعر وكأنه محاصر تحدث معه أحد، يتطلب الأمر مكالمات تليفونية عديدة للتأكيد على حضوره إحدى الحفلات، فبين سبع شقيقات وجد نفسه خلف حاجز نفسي يفصله عن أخواته بعوالمهن المشتركة، مما جعله تحت دائرة الضوء باستمرار، وعرضة للتحقيق في كل كلمة يتفوه بها أو تصرف يقوم به، بينما يقبع هو في فقاعة بعيدة لا يشعر بالانتماء، وسط ضغط دائم من سخرية العائلة وضحية معتادة لأي من شقيقاته، مما قلص فرصه في السعي لعلاقة غرامية، وجعلت الجنس اللطيف أحد أسوأ كوابيسه ومنطقة خطرة لا يسعه إلا التعامل معها بحذر، حتى اشتهر وسط عائلته بـ«gay boy»، ولذلك يحتمي وراء ستار الأخوية في عمل مع شركاء من الرجال فقط، من دون فرصة حقيقية للتعامل مع أي امرأة.
حتى يخرج في أحد الأيام لاستنشاق الهواء من معزله، ليشهد سيارة تنقلب في الهواء أمام عينيه، ثم تلقي سيارة أخرى فجأة بيانو صغيراً بلا مقدمات في الطريق المؤدي لمقر عمله، ومعه يرى لأول مرة امرأة جميلة تخطف قلبه المسكين، بينما يحمل البيانو بحرص إلى بر الأمان ليؤنس عزلته.
ترافيس بيكل في فيلم «Taxi Driver»
يمر ترافيس بيكل بطل فيلم «Taxi Driver» بأزمة مشابهة، ويتعلق بطوق النجاة الأخير أمامه ويطلب نصيحة أكبر السائقين سنناً وأكثرهم خبرة في الحياة، عن كيفية التعامل مع الأفكار السيئة في رأسه، بعد أن فقد أي اتصال حقيقي مع الواقع وتحول وجوده لعبء لا يطاق، مثل باري الذي يكره نفسه «لا أحب نفسي أحياناً» ويشعر بانفصاله عن ذاته، وفقدان الأمل من قدراته المحدودة على التغيير، بينما ترافيس غاضب من إحباطه القادم من العجز عن تغيير العالم من حوله، وكلاهما غير قادر على التعبير عما يؤرق نومه ويشل أفكاره.
وبينما ينطلق ترافيس في ثورته لمساعدة فتاة ليل قاصر يتم استغلالها، يبحث باري عن علاج للوحدة بخدمة توفر تجربة جنسية عبر الهاتف (call girl) تحول حياته إلى جحيم بدلاً من ذلك، فبدلاً من أن تكون الحل لمشكلاته، يجد نفسه ضحية لابتزاز من الفتاة وشركائها، وينتهي به الحال بمواجهة مباشرة مع القواد الخاص بها هو الآخر، ومقارنة بمشهد الساموراي الدموي مع ترافيس والخلاص المؤقت الذي حصل عليه من مهمته، كان باري أوفر حظاً بالخلاص الأبدي في أحضان محبوبته.
عادة ما تتبع الكوميديا الرومانسية التقليدية نمطاً معروفاً: يلتقي الشاب الفتاة، تبرز العقبات، وينتصر الحب في نهاية لطيفة، لكن Punch-Drunk Love ينحرف عن هذا النموذج بدمج الرومانسية في هالة من القلق والوحدة والتقلب العاطفي، فبطل الفيلم بعيد تماماً عن صورة البطل الرومانسي الواثق أو الجذاب، مما يجعله أكثر قرباً بالجمهور في صورة واقعية، يمكن الارتباط بها بشكل حقيقي، كما أن الطريقة التي يُعرض بها الوقوع في الحب بالفيلم، ليست سلسة أو تدريجية خلال مواقف هزلية أو مناسبات اجتماعية، بل قوة مفاجئة وفوضوية تغير حياة باري بشكل كامل ومخيف في نفس الوقت، والعلاقة بين الطرفين لا تقوم على إيماءات رومانسية مبهجة، لكن على ارتباط عاطفي عميق بما هو أبعد من الصورة الخارجية.
وعلاوة على ذلك، يقدم أندرسون عناصر سريالية تزيد من جودة الفيلم الشبيهة بالأحلام، على سبيل المثال، يعمل البيانو الغامض الذي يجده باري في بداية الفيلم كرمز لحالته العاطفية، مشروخ وغير منسجم مع مكانه، ولكن مليء بالإمكانيات، في انتظار الاستخدام الصحيح والتشجيع المناسب، وللتأكيد على أن عالم الفيلم عشوائي لا شيء يجري طبقاً لما هو مخطط له، فيدور في أماكن عادية جداً معتادة في الحياة اليومية، فمثلاً باري يقضي أيامه في شراء معلبات حلوى الـPudding، للاستفادة من هفوة تسويقية والحصول على رحلات طيران مجانية، ويقضي أيامه في تجنب عصابة تحاول ابتزازه من أجل المال.
كذلك يبتعد أندرسون عن الصور اللامعة والمباشرة، لصالح استخدام اللقطات الطويلة المتتابعة، كما يلعب استخدام الألوان، وخصوصاً الأزرق والأحمر، دوراً حاسماً في خلق اللوحة العاطفية للفيلم، ومعهما يعزز من حدة وطبيعة القصة والصراع، بين الاكتئاب الأزرق المسيطر على البطل حتى في ملابسه، والأحمر لون الحب والرومانسية المصاحب لصديقته، مما يعزز العزلة العاطفية للبطل في البداية، مع تدرج لون ربطة العنق الخاصة به، حتى تنتقل للون الأحمر وتعبر في النهاية عن انتصار الحب، مع الاعتماد على موسيقى تصويرية متنافرة، لخلق شعور دائم بعدم الارتياح في جو مزعج وفوضوي، تزامناً مع الصراع الداخلي لباري مع عواطفه، ويتناقض بشكل حاد مع الألحان الرومانسية المبهجة المعتادة، التي تستخدم لتهيئة جو مناسب للرومانسية.
تدرج لون ربطة عنق البطل من الأزرق إلى الأحمر
وفيما تتجنب أغلب أفلام نفس الفئة الأجواء المشحونة بالمشاعر السلبية، فالعنف والغضب جزء لا يتجزأ من عالم البطل ورحلته إلى الحب، ويجب أن يمر بعدة مراحل منها نوبات الغضب، سواء كانت تحطيم مجموعة من الأبواب الزجاجية، أو مواجهة مجموعة من المجرمين، لكنها بذات الوقت ليست بلا مبرر، بل أقرب لانعكاس مشاعر باري المكبوتة وعدم قدرته على التعامل مع العالم من حوله، ومن ثم يأتي الحب كشكل من أشكال الخلاص لباري.
«Punch-Drunk Love» مشهد من فيلم
فمع قبول حبيبته لينا لباري مع كل عيوبه، تمنحه وسيلة للخروج من عزلته العاطفية وكره الذات، وتمد له يد العون لتخطي المرحلة الأخيرة من اكتشاف نفسه والعبور للجانب الآخر، على عكس أفلام الكوميديا الرومانسية، حيث يصور الحب غالباً على أنه حل سحري يعالج جميع المشاكل، والصراع قائم على العقبات الخارجية التي تمنع الطرفين من أن يكونا معاً، سواء كانت ضغوطاً مجتمعية أو سوء تفاهم أو تدخل طرف آخر، في «Punch-Drunk Love» تكون العقبات داخلية، وفي حالة باري تقارب عملية قبول وشفاء عاطفي، لا تختفي مشاكل أو أزمات باري مع ارتباطه بمحبوبته، لكن يسمح له حبها بمواجهة مخاوفه الخاصة والبدء في الانفتاح على العالم، بحيث لا تدور قصتهما الرومانسية حول المثالية، بل حول شخصين محطمين يجدان طريقة ليكونا متكاملين معاً.
ففي جوهره، يعد «Punch-Drunk Love» قصة عن الأمل، وأن الحب ليس محصوراً بالأشخاص المثاليين، بل يمكن أن يحدث لأي شخص بغض النظر عن عيوبه أو ظروفه، وفي رحلة الرجل العادي ممثلاً في شخصية باري، الذي يشعر بأنه غير مرئي أو غير جدير بالحب، ولا يحارب قوى العالم للظفر بقلب المحبوبة، بل يعاني من مشاكل نفسية واضحة، وغير قادر على تكوين علاقات حقيقية مع من حوله.
الأمل في «Punch-Drunk Love»
وعلى الرغم من هذا الشعور الطاغي باليأس، فإن باري يملك وميضاً صغيراً من الأمل في حياته، فقراره بالاتصال بخط الجنس الهاتفي في البداية، يمكن ترجمته لمحاولة بائسة للتواصل، ومدفوع برغبته في التحرر من الوحدة التي تستهلكه، وتمسك أولي مضلل بالأمل سيتطور في ما بعد ذلك إلى هدف أكثر أهمية، تقدمه شخصية لينا كمنارة الأمل للبطل، فهي بالنسبة له ليست مجرد اهتمام بالحب بل رمز للخلاص العاطفي، وعندما تبدأ العلاقة بينهما بطريقة محرجة وحنونة في الوقت ذاته، فإن صبر لينا ولطفها يمنحان باري شعوراً بالاستقرار لم يختبره من قبل، ويجد فيها الأمل في أن الحب يمكن أن يوفر له الأمان والسعادة التي كان يبحث عنها، حتى لو لم يفهمها تماماً في البداية.
مشهد من فيلم «Good Will Hunting»
ومن خلال باري، يوحي أندرسون بأن الحب رحلة للعثور على شخص يرى ويقبل حقيقتك، ويرى العيوب الشخصية كما وصفها روبن ويليامز في فيلم «Good Will Hunting»: «كانت تعرف كل عيوبي الصغيرة، الناس يسمون هذه الأشياء نواقص، لكنها ليست كذلك، هذه هي الأمور الجيدة. ثم نختار بها من نسمح له بالدخول إلى عوالمنا الغريبة»، فالحب يمد باري بقوة خارقة لم يعهدها من قبل، يتحول إلى سوبرمان على استعداد للطيران إلى هاواي من أجل لقاء عابر مع حبيبته، ثم تختفي سلبيته وضعفه المقيت، بصحبة امرأة متيمة به وبكل تصرفاته وصفاته الغريبة، ورغم نصائح شقيقته حول الابتعاد عنه كغريب للأطوار لا يأمن عقباه، تختاره الجميلة لينا وتصر على استمرار العلاقة بينهما.
فالحب لا يجب أن يتبع مساراً واضحاً أو يلتزم بتوقعات المجتمع، بل أقرب لشيء فوضوي وغير متوقع، لا تحكمه قوانين ثابتة أو له شكل معين، لأنه علاقة شخصية بين اثنين، اشترك كلاهما في بنائها على أساس التفاهم المتبادل والصدق، ومعه يواجه باري عديداً من العقبات التي تتحدى قدرته على التمسك بالأمل الذي تجلبه لينا إلى حياته، وأهم هذه العقبات تورطه في خلاف مع عصابة من المبتزين، عندما يهددونه ويرهبونه جسدياً، وفي مقابل ذلك الخطر، فإن شعور باري الجديد بالأمل يمنحه الشجاعة لمواجهة هذه الأخطار وجهاً لوجه، وتختفي سلبيته الأولى وخوفه من المواجهة، بتعبيره «بداخلي قوة هائلة لا يمكنك استيعابها، لدي حب في حياتي، هذا يجعلني أقوى من أي شيء يمكنك تخيله».
وبعد أن تصل أحداث الفيلم إلى ذروتها بعد مواجهة الأشرار، يهرع باري إلى جانب لينا للاعتذار عن الفوضى السابقة التي عطلت علاقتهما، وفي تلك اللحظة، يتضح الدور الكامل للأمل في رحلة باري، فقد تقبل أخيراً إمكانية الحب وضرورة التواصل، ومثل اعتذاره اعترافاً بالأمل الذي تمثله لينا في كيانه، لا مجرد طلب للمغفرة، وبدلاً من النظر إلى اعترافه كعلامة على الضعف، تحتضنه لينا، مؤكدة أن الحب لا يتعلق بالكمال، بل بالقبول، وقد وجد أخيراً شخصاً يحبه كما هو.
ينتمي آدم ساندلر لفئة من الممثلين دائماً يبدو أن لديه أكثر مما يظهر، ويمتلك مخزوناً إبداعياً عملاقاً يأبى أن يكشف عنه، فقد برع في لعب دور الساذج الطفولي طوال مسيرته، ورسم شخصية عامة لنفسه كأضحوكة، ومدعاة للسخرية في كل أفلامه عن الأبله الذي تسعى خلفه الجميلات رغم ذلك، كمحاكاة ساخرة أو parody على رؤية هوليوود للممثلين الذكور، وفئة الأفلام الرومانسية القائمة على وسامة أبطالها، بغض النظر عن الموهبة والحضور على الشاشة.
فقد صنع ساندلر لنفسه ما يشبه الـgenre أو نوعية أفلام خاصة به، يتابعها الجمهور بهدف مشاهدة ساندلر وحده، فلا أحد يمكنه تقديم نفس الفكرة بذات الجودة، مع دراية مسبقة بما ينتظرهم من دون آمال كاذبة في أداء خرافي أو قصة مبتكرة، لكن شخصية البالغ الذي يأبى التخلي عن مراهقته ويصمم على معاندة النضج والتقدم في العمر، وعندما وضع بول توماس أندرسون اسم ساندلر بجانب السير دانيل داي لويس، في إجابته عن سؤال أحد الصحفيين في مهرجان كان أثناء عرض فيلمه «Magnolia»، عن أي الممثلين يرغب في العمل معهم في أفلامه القادمة، واجه الجميع إجابته بالضحك والسخرية ظناً منهم أنه يمزح أو يحاول التهرب من السؤال، لكنه في الحقيقة كان يرى أبعد من رداء الساذج والأبله، وأراد أن يقدم نفس الشخصية من دون ابتذال وبساطة، على أن يوظفها في قالب جديد وسياق أكثر جدية، بشكل مختلف يجعل حتى أكبر كارهي ساندلر يمتدح الفيلم ويثني على أدائه فيه.
فأندرسون لا يخجل من الإعلان عن عشقه لأفلام ساندلر الكوميدية ودورها في تخفيف ضغوط الحياة وملأ الفراغ في حياته، لكن عندما يأتي عليه الدور للتعاون معه، لا بد أن يقدم إنجازاً أعظم من تلك الأعمال المعتادة، ويرتقي به لمقام فني يستطيع معه التفاخر عند إعلان حبه لساندلر، ومدى صحة رؤيته واعتقاده أنه يرى ساندلر الحقيقي.
وحين تواصل أندرسون مع ساندلر ليتولى بطولة الفيلم، حاول التهرب بأن رفض الفيلم بأدب، مبرراً أنه غير مناسب لفيلم من إخراج أندرسون، ولن يكون على نفس مستوى أفلامه السابقة، لكن مع إصرار المخرج وثقته في قدرات ساندلر، استسلم النجم الكوميدي لقدره وشارك في المغامرة.
ولذلك يُنظر إلى فيلم «Punch-Drunk Love» على أنه نقطة تحول في مسيرة آدم ساندلر، ومعه كشف عن جانب من قدراته التمثيلية لم يره الجمهور من قبل، لاستكشاف المشاعر المعقدة والضعف في شخصيته، في تحد لتصور المشاهد له كممثل، فيشهد الجمهور العزلة العاطفية التي يعيشها باري في طريقة تفاعله مع العالم من حوله، بلغة جسد ساندلر بالمقام الأول، فوضعيته المنحنية وتوتره، مع عدم قدرته على التواصل بالعين، يسهم في الشعور بأن باري رجل محاصر داخل نفسه.
آدم ساندلر في «Punch-Drunk Love»
ومع ذلك فبراعة سانلدر تكمن في جعله باري محبباً ببراءة ساذجة، بعكس ما اعتاد إخفاء شعور شخصياته بانعدام الأمان بالفكاهة أو التفاخر، كما كتب الناقد الكبير روجر إيبرت في مراجعته للفيلم «مع مخرج وسيناريو يرى من خلال شخصية ساندلر، ويفهمها على أنها تمويه لمعاناة شخص وحيد، يكشف ساندلر عن أعماق ونغمات ربما شككنا فيها ولكن لم نتمكن من التركيز عليها».
آدم ساندلر في فيلم «Uncut Gems»
ويمكن اعتبار مشاهد الانفجارات العاطفية بالفيلم امتداداً للغضب الكوميدي الذي صوره ساندلر سابقاً، في أفلام مثل Happy Gilmore أو The Waterboy، لكن هذه المرة يرتكز الغضب على الواقعية والأصالة، بدلاً من المبالغة فيه للتأثير الكوميدي، ويثبت به أداء ساندلر أنه قادر على تصوير التعقيدات النفسية أمام الكاميرا، متجاوزاً السمعة البسيطة التي حددت حياته المهنية السابقة، مما فتح الفيلم الباب أمامه لتولي أدوار درامية أكثر في أفلام مثل (Reign Over Me (2007، و(The Meyerowitz Stories (2017 ، نهاية بـ(Uncut Gems (2019 ، الذي نال استحسان النقاد باعتباره أحد أفضل أداءاته على الإطلاق.